''فورار'' أو بداية الربيع.. ذاكرة الفلاحين في استقراء المناخ
تبدأ يوم الـ 28 من فيفري من كل سنة، فترة انتقالية بين الشتاء البارد والربيع نسبي البرودة، وتعرف هذه الفترة في التقويم الفلاحي التونسي القديم، والتي تدوم يوما واحدا، بـ "فورار".
ووفق التقويم الفلاحي التونسي يتزامن يوم الـ 27 من شهر فيفري من السنة مع ظاهرة مناخية في مخيال الشعبي التونسي تُعرف بـ "نزول جمرة الماء".
ويتميز ذاك اليوم بزوال برودة مياه البحر والأودية لتصبح دافئة، كما يتميز بالأمطار الغزيرة، ليُسجل بعدها مباشرة دخول فصل الربيع بداية من يوم الـ 28 من فيفري من كل سنة، قبل انطلاق فترة "نزول جمرة التراب" مباشرة بعد دخول فصل الربيع حيث تدفأ الأرض بصفة تدريجية وهي فترة تبدأ يوم 6 مارس وتدوم أربعة أيام.
والتقويم الفلاحي ضارب في الزمن متأصل في الثقافة المحلية التونسية المشدودة إلى الأرض، وهذا النوع من التقويم أو ما يطلق عليه بـ"أبواب السنة" هو تقويم زراعي مبنيّ على التقويم القمري وهو عبارة عن استقراء لحالة الطقس، لا يخضع للقاعدة العلمية نفسها التي يعتمدها علماء المناخ، وإنما هو نتيجة لتجارب متراكمة للفلاحين منذ زمن قديم في بلدان شمال إفريقيا، تحديدًا تونس والمغرب والجزائر حيث تتشابه الظروف المناخية ونوعية المحاصيل الزراعية، كما تشتبك ثقافتها العربية والأمازيغية.
الحبيب وذان